مار دنخا الرابع
بطريرك كنيسة المشرق الآشورية في العالم
رسالة بطريركية لمناسبة عيد قيامة ربنا يسوع المسيح المقدس لعام 2009
إخوتنا الأحبة في الرب: الرعاة الأجلاء
أبناءنا بالروح الكهنة المختارون والشمامسة الموقرون
أبناء وبنات كنيستنا المقدسة وامتنا الآشورية
وجميع إخوتنا وأخواتنا المسيحيين
تقبلوا صلواتنا وبركاتنا
نحتفل بهذا العيد الجليل، فخر كل الأعياد، لمناسبة قيامة ربنا يسوع المسيح من بين الأموات.
نحن نؤمن بان المسيح قد قام من القبر، بقيامته تقبل المؤمنون به الفرح والرجاء والخلاص، وأنار الخليقة بنوره السماوي، حيث يقول " أنا هو نور العالم، من يتبعني فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة" ( يو 12:8 ) . تجددت في المسيح كل المخلوقات، الذي هو أساس الحياة الجديدة.. فبقيامة جسده المقدس تحطمت أبواب الجحيم، ومنحنا حياة جديدة. وتقبل رسله، المسرة والرجاء ومنح جميع الشعوب، الخلاص والحرية.
كي نؤمن ونحافظ على وصاياه، علينا أن نكون أثرياء بالاعمال الصالحة والسلوك الطاهر، ونكون رحماء ومتواضعين لدى بعضنا البعض، لنتقدس بسلام قيامته. في هذا العيد الجليل، أنيرت سماء الكنيسة ببهجة عظيمة، لذا نقول لجميعكم أبناء كنيستنا المقدسة وامتنا الآشورية ولجميع إخوتنا المسيحيين:
لتكن قيامة ربنا يسوع المسيح مباركة عليكم
يذكر الإنجيلي، انه في فجر الأحد وكان الظلام لايزال مخيما جئن إلى القبر نساء حاملات طيوباً عطرية لتبخير القبر، فعندما وصلن قرب القبر، تطلعن فرأين أن الحجر قد دحرج عن باب القبر، فرجعن واخبرن التلاميذ. فخرج سمعان ويوحنا وتوجها إلى القبر، فتطلعا واذا بجسد ربنا ليس هناك "ولكن الاكفان والمنديل الذي كان على رأس يسوع وجده ملفوفا وحده في مكان منفصل عن الأكفان " ( يو 20: 7 )، فرجعا سمعان ويوحنا أدرجاهما الى البيت الذي كان الأحد عشر رسولا، مجتمعين ومنتظرين فيه . "وفي عشية ذلك الأحد وبينما كانت الأبواب مغلقة حيث كان التلاميذ مجتمعين لسبب الخوف من اليهود " وقف يسوع نفسه في وسطهم وقال لهم سلام لكم، فجزعوا وخافوا وظنوا أنهم نظروا روحا، فقال لهم ما بالكم مضطربين ولماذا تخطر افكار في قلوبكم، انظروا يديّ ورجليّ اني انا هو، جسوني وانظروا فان الروح ليس له لحم وعظام كما ترون لي، وحين قال هذا أراهم يديه ورجليه" ( لو24 : 36 - 41 ).
ان الاحد هو بمثابة يوم عظيم ومقدس لنا المسيحيين، ويدعى يوم الرب لانه فيه قام ربنا من بين الأموات. ونؤمن بان سيدنا قد قام بذات الجسد الذي دفن به، وبقيامته تغير لجسد روحاني ولكن ليس بجسد مختلف عن ذلك الذي قبر فيه، لكن بذلك الجسد. فقد أرى تلاميذه يديه ورجليه لينظروا اثر المسامير، لكي يؤمنوا بان نفس الجسد الذي صلب على خشبة الصليب، قد تغير الى جسد روحاني بقدرة الهية وقام من بين الاموات.
لقد امن رسل سيدنا المسيح بانه قد قام من الاموات وهو حيّ، و بعد اربعين يوما من قيامته، صعد الى السماء وجلس عن يمين ابيه، وبعد عشرة ايام ارسل لهم الروح القدس ليتقبلوا سلطان الكهنوت الروحي، فخرجوا يبشرون طبقاً لوصاياه التي أمرهم بها " دفع اليّ كل سلطان في السماء وعلى الأرض، فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم ألآب والابن والروح القدس، وعلموهم ان يحفظوا جميع ما أوصيتكم به، وها انا معكم كل الأيام الى انقضاء الدهر، آمين" ( يو 18 : 20 ).
فنحن ايضاً، نؤمن اليوم ونبتهج بان ربنا يسوع المسيح قام من بين الاموات بجسد روحاني، وهو حيّ في السماء ، جالس عن يمين ابيه، فلا يتسلط الموت عليه. نؤمن بانه لنا مخلص ولنا رباً صالحاً وحكيماً، ان طلبنا منه بإيمان، فانه سيشفينا ويغفر لنا خطايانا، فعنده الدواء الشافي لكل أسقام الخطيئة.
لنكن كاملين وحكماء للعمل في الكنيسة، ونكون مؤمنين ومطيعين صادقين لئلا نبتعد عن رب الكنيسة يسوع المسيح، يتوجب ان نصقل بنيان ايماننا ونزينه بالصوم والصلاة والسلوك الصالح والتقي في وجه قوى الشيطان الذي هو بالضد من عدالة الله. يقول الرسول: " أما تعلمون إنكم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم" (1 كو 3: 16 )، لذا يتوجب علينا أن نحافظ على هيكل الله ونبقيه طاهراً من كل خطيئة، لاننا نحن ذلك الهيكل، الذي هو مسكن روح الله.
لنتمسك بسيف الروح الذي هو كلام الله. "كي لا نكون فيما بعد أطفالا مضطربين ومحمولين بكل ريح تعليم بحيلة الناس بمكر الى مكيدة الضلال. 15 بل صادقين في المحبة ننمو في كل شيء الى ذاك الذي هو الراس المسيح" (اف 14:4 – 16 ).
لإنماء الكنيسة علينا التمسك بالإيمان،المحبة، الاحترام والطاعة الى بعضنا الى بعض، وكلما ارتبطنا بالمسيح فاننا سنعطي ثمارا صالحة وهنيئة وسنحيا سعداء في هذا العالم.
كإخوة في المسيح كونوا صادقين مع بعضكم البعض، فلا تكون محبتكم خادعة بل حقيقية، "لا تجازوا احدا عن شر بشر، معتنين بأمور حسنة قدام جميع الناس ، ان كان ممكنا فحسب طاقتكم سالموا جميع الناس ، لا تنتقموا لانفسكم ايها الاحباء بل اعطوا مكانا للغضب، لانه مكتوب لي النقمة انا اجازي يقول الرب، فان جاع عدوك فاطعمه، وان عطش فاسقه، لانك ان فعلت هذا تجمع جمر نار على راسه، لا يغلبنك الشر بل اغلب الشر بالخير" ( رو12: 9-14 )
نطلب اليكم يا ابناء وبنات كنيستنا المقدسة والرسولية الجامعة، كنيسة المشرق الاشورية، ان تمارسوا المحبة والسلام مع كل مسيحي مؤمن ومن كنيسة كان، لاننا كلنا نحن المسيحيين قد ولدنا ولادة ثانية، من ام روحانية واحدة، هي المعمودية المقدسة، وكما اوصانا ربنا: " ان كان احد لا يولد من فوق لا يقدر ان يرى ملكوت الله." ( يو 3: 3 ).
وعليه نقول لكل مسيحي مؤمن، ان باب كنيسة المشرق الاشورية مفتوح لكم كأخوتكم بالمسيح. فان لم يتواجد في قرية او مدينة كاهن او كنيسة لتقديم الخدمات الروحية، فان كهنة كنيسة المشرق الاشورية سيقدمون بكل خدمة تحتاجون اليها. المسيحي المؤمن، خاصة، ينبغي ان لا يمنع من سر القربان لجسد ودم المسيح ولا من سر المعمودية المقدسة في كنيسة المشرق الاشورية.
نحن الكهنة والكارزين، لدينا مسؤولية ان نبشر ونعلم تعاليم ربنا لكم، يا أبناء كنيستنا وامتنا الاشورية، لنٌشَيَّدَ إيمانكم المسيحي، لان " الإيمان بالخبر والخبر بكلمة الله." (رو 10 : 17 )
فيجب ايصال كلمة الله الى مسامع ابناء وبنات الكنيسة بلغة سلسة ليتعلموها ويقبلوها، ليعطوا ثمار خيرة وطيبة.
أبناء وبنات كنيستنا المقدسة وامتنا الآشورية،
نطلب إليكم في اي بلد تعيشون فيه ان تكونوا مواطنين مخلصين لحكوماتكم وملتزمين باطاعة قوانين البلد الذي تعيشون فيه لتكونوا بذلك اكثر محبة وتوقيرا، فتكونوا معروفين كأبناء مخلصين لبلدكم. كونوا مع جيرانكم بمحبة وسلام، بغض النظر عن أي دين وأية امة ينتمون إليها، احترموهم لتكونوا محترمين لان الرب يسوع المسيح يوصينا: "احب جارك مثل نفسك" ( لو 10 : 27 )
أبناء وبنات كنيسة المشرق الاشورية الرسولية الجامعة المقدسة،
حيثما انتم في المشرق او المغرب، فلا تنسوا امكم بالروح ، كنيسة المشرق الآشورية، هذا الميراث الذي وصل اليكم عبر رسل ربنا وخلال الفي سنة بالتقليد الرسولي. كونوا مؤمنين طائعين حقيقيين لكنائسكم والفاعلين فيها، ملتزمين بالطقوس والاسرار والتقليد الرسولي والقوانين السنهاديقية بلا تغيير.
كأمة، لا تشككوا بمن تكونون، لان آباءنا في كنيسة المشرق الاشورية، قد حفظوا لنا الاسم واللغة الادبية لامتنا الاشورية مع ايمانهم المسيحي عبر الفي سنة من تاريخ المسيحية، رغم اننا اليوم لدينا ثلاثة اسماء لكنائس، الا اننا شعب واحد ولسنا ثلاثة شعوب. وكامة اشورية ليكن لكم اعتزاز وفخر بتاريخكم وثقافتكم. ان لنا عطيتان من الله، ويقع على عاتقنا المحافظة عليهما أينما حللنا،الا وهما: ايماننا المسيحي لكنيسة المشرق الاشورية، وايماننا القومي كاشوريين.
في الختام نقولها ثانية:
لتكن قيامة ربنا يسوع المسيح مباركة عليكم
واننا نصلي الى الله الآب ليحفظكم في امن وسلام، واننا نأمل ان تحتفوا بعيد قيامة ربنا يسوع المسيح بفرح وسلام اينما تعيشون يا ابناء كنيستنا المقدسة وامتنا الآشورية، ومع كل أخوتنا مسيحيي العالم، ونصلي بخاصة من اجل الامن والسلام في الوطن العراق وكل المعمورة عامة.
لتكن نعمة ورحمة ربنا يسوع المسيح مع جميعكم الى الآبد الآبدين.
خننيا دنخا الرابع
بالنعمة جاثليق بطريرك كنيسة المشرق الآشورية
حرر في قلايتنا البطريركية
مورتن غروف، ايلينويس
عيد القيامة 12 نيسان 2009
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.