٢٠.٨.١٠

ربان هرمزد، اول مدرسة آشورية ذات منظور ديني وقومي استراتيجي في المهجر

ربان هرمزد، اول مدرسة آشورية ذات منظور ديني وقومي استراتيجي في المهجر

قداسة البطريرك مار دنخا الرابع واصحاب الغبطة والنيافة مع كادر المدرستين



في سيدني، ربان هرمزد ينقر على الحجر


كنت مصراً على اقتحام تواضعهم وتعكير صفوتهم الخجولة في العمل بعيداً عن الكلام والاعلام، لأضعهم باستحقاق امام اعلام شعبنا المكتوب وقرائه، ولاول مرة، فهؤلاء يعملون ويخدمون اكثر مما يتكلمون.

 انطلقت متواضعة لتتوغل في أعماق التاريخ، في تراب الغربة،  كنخلة آشورية على ضفاف دجلة وان فصلتها المسافات، شامخة تأبى ان تثنيها عواصف الزمان، ويابى الزمن الا ان يزيدها شموخاً، فهي الوحيدة الى حين، في اقصى اقاصي جنوب الأرض، تصارع في بلاد الغربة من اجل احتضان أبنائها ضد مفردات الانصهار. تواجدت من أجل مبادئ و قيم لا يفهمها من أصابه الوهن، من اجل أخلاق ودين، وتاريخ حضاري متين، لتنجز مهمتها الموكلة إليها، حتى المنتهى.


ايمان ، تراث ، تعليم

ذلك كان شعارها والتي انطلقت به عام 2002 ، متواضعة، ببرامج تربوية رصينة، وأهداف روحية سامية وقومية نبيلة، لتمتلك رؤى شاملة للغد، بعيداً عن ضجيج الإعلام، ولائحة الأنا المزعجة، فكانت نشاطاتها ونتائجها عظيمة هي الأخرى، فلم تمر سوى سنوات قليلة حتى مدت مدرسة القديس ربان هرمز يدها الى كلية القديس مار نرساي الثانوية، بعد ان أتى الاول بثمار طيبة، فاحتضن نور الابتداء، الشعلة الثانوية، ومن يدري من سيسمو الى لقائهم مستقبلا! فلا نهاية لطموح من زرع بذرتها، وسقى جذورها، طالما ان الله هو من ينمي (1 كو 3 : 6 )، فهذه مسلات عظيمة تليها مسلات أعظم، في النقر على الحجر!


لقاء مع مدير المدارس الآشورية في سيدني السيد يوكنيا حزقيال
حاوره: سامي القس شمعون



التقيت بالسيد يوكنيا حزقيال وهو مدير المدارس الآشورية في سيدني، وهو تربوي سامي في ذاته، قبل أخلاقه، وبعد الترحيب والضيافة سألته عن سيرته الذاتية فأجاب:



اسمي " يوكنيا حزقيال " خريج جامعة بغداد - كلية العلوم عام  1967 . هاجرت الى استراليا عام 1969 ثم باشرت الدراسة هنا لاصبح مدرساً، وتم ذلك  عام 1970. اكملت دراستي التخصصية في حقل التعليم لانال Diploma of Education  وانهيت الكثير من الكورسات لاقوم بتدريس العلوم والرياضيات ومادة الدين، ترقيت الى  مرتبة مدير مدرسة Principal  بعد ان  دخلت تنافساً مع الكثير من ذوي التخصص لشغل منصب اداري في المدارس الكاثوليكية وتم اختياري من بينهم وكان ذلك عام 1992.

كيف بدأت فكرة إنشاء مدرسة آشورية في سيدني وهي تحمل هذا المنظور الديني والقومي لابناء المهجر؟

لم تنسى كنيسة المشرق الآشورية  للحظة دورها الفاعل ومهمتها الروحية والقومية للأمة الآشورية على مر العصور. فكرة المدرسة تعود الى حرص غبطة المطران مار ميليس زيا في هذا الاتجاه ليكافح مع رعيته ضد تهديد الانصهار والضياع لامتنا، فالتقى بنخب المجتمع الآشوري الاسترالي ومثقفيه والتربويين ذوي الخبرة وكنت من ضمنهم، لنناقش هذا الهدف.

وفعلا، اقترنت اقوال مطراننا الجليل بالفعل وانتقلت الفكرة الى حيز التطبيق الفعلي عام 2002 ، وتم الإعداد بدقة متناهية لاستمرارية نجاح الفكرة على المدى البعيد.


وكيف كانت البداية الدراسية؟

بدأت المدرسة عام 2002 وكان لدينا 90 طالبا فقط  وثلاثة مدرسين اضافة الى المدير، وكانت تلك بذرة النجاح الاولى للمدرسة حيث بدأت بقوة، لفتت بعد فترة قصيرة جدا احترام وانتباه المجتمع الاسترالي وبالاخص جاليتنا المسيحية في استراليا، لتشهد اقبالا كبيرا على القبول.

 الان وبعد سبع سنوات على تاسيسها لدينا 740 طالبا وطالبة ، ينتظمون في مدرستين:
 احداهما ابتدائية تحمل اسم ( مدرسة القديس ربان هرمزد الآشورية) – 540 طالبا وطالبة.


والاخرى ثانوية تحت اسم ( كلية مار نرساي الآشورية) – 200 طالبا وطالبة.



لماذا مدرسة آشورية خصوصية في بلد تكثر فيه المدارس الخصوصية؟

هدفنا يكمن في جمع ابنائنا وبناتنا لترسيخ النمو والشعور الديني والقومي ليتأصل بهم على مر الزمن من اجل حماية طلابنا من الانصهار والمحافظة على خصوصيتنا الثقافية والحضارية المتميزة التي ورثناها. هاجر الآشوريون الى استراليا منذ فترات طويلة، ولدينا من هؤلاء ومن الأقليات الصغيرة الأخرى، نماذج لمن  تخلى عن قيمهم المشرقية الروحية وتنكروا لقوميتهم بسبب الانصهار وان كان على بطء، ومن هنا كانت الرؤيا الخاصة لجمع أبنائنا لغاية توعيتهم بالابعاد الدينية والقومية إضافة الى تعليمهم حسب المناهج الاسترالية المقررة.

في الحقيقة  مدرسة القديس ربان هرمزد وكلية مار نرساي ليست هي مدرسة فقط بقدر ما هي البيت الثاني للجميع حيث يقضي طلابنا ست ساعات يومية في عائلة واحدة.


وما هي المصاعب التي واجهتكم في هذه المسيرة التربوية؟

ان إدارة مدرسة ذات تعداد يتعدى ( 740 ) طالباً وطالبة ليس بالأمر الهين، ولكن والحمد لله لم نواجه الكثير من المصاعب خلال مسيرتنا التربوية بسبب انضمام معلمين ومدرسين جدد غيارى على أمتهم وأيضا لا ننسى غيرة أهالي الطلاب في التعليم في هذه المدرسة وتعاونهم معنا، فكان له الأثر الفعال في تقدمنا وتذليلنا للصعوبات التي تواجهنا وتواجههم.

 لدينا فقط مشكلة المساحة الناتجة عن دمج المدرستين في مجمع واحد، ونتوقع حلا لهذه المشكلة في الأشهر القليلة القادمة من خلال الانتقال بطلاب كلية مار نرساي الى أماكن بديلة لحين اكتمال بناء الكلية في منطقة Horsley Park ، حيث لدينا اجازة لبناء كلية مار نرساي في منطقة Horsley Park  على مساحة  9 هكتارات لبناء 40 صفاً عدا القاعات والملاعب الرياضية والمسابح والمختبرات وورش العمل التعليمية إضافة الى مكتبتها المركزية.



وبماذا تميزتم عن  المدارس الاسترالية الأخرى؟

 تتعرض المدرسة الى تفتيش وتقويم دوري من قبل وزارة التربية من خلال لجان خاصة لمواكبة عملية التعليم ومعرفة سبل تقدمنا في تحقيق اهداف المناهج، ونظهر دائما في التقارير بصورة ممتازة بشهادة المفتشين بسبب غيرة كوادرنا ومثابرتهم الدائمة، حيث نرى الارتياح بادي من قبل الوزارة لما نعمله هنا خدمة لمجتمعنا. وأيضا يظهر طلابنا من خلال الاختبارات الخاصة المقررة من الوزارة، للمراحل الثالثة،  الخامسة والسابعة والتاسعة بمستوى متقدم عن بقية المدارس الخاصة التي سبقتنا في الوجود، فنحصل على نتائج متقدمة في الولاية NSW  ونتقدم على مدارس أخرى كثيرة.

إضافة الى ذلك فان الارتياح ليس بادياً من قبل الوزارة فقط، بل يتعداه الى جهات أعلى، الى الحكومة التي تنظر عن كثب عما نفعله خدمة لجاليتنا في استراليا، فينظرون بعين الارتياح والرضا الى نتائجنا وأهدافنا التي حققناها، فيثير ذلك ثنائهم علينا، وتحصل المدرسة على الشكر والتقدير مراراً، ويتعدى حدود تكريمها جدران المدرسة، الى مؤسسها غبطة المطران مار ميليس الذي  منح بتاريخ 10/5/2007 "وسام استراليا" ، وهي ميدالية ممنوحة من قبل الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيــا، وهذه المكافئة العليا والمهيبة منحت لغبطته من قبل معالي السيدة البروفيسور ماري بشير، حاكمة ولاية نيو ساوث ويلز السابقة ، لجهوده في خدمة كنيستنا ومجتمعنا وتطويره  للمؤسسات التعليمية التابعة لها . اضافة الى حصوله على جائزة " مواطن استراليا لعام 2009" لمثابرته وتفانيه في خدمة المجتمع الآشوري وتفعيل مؤسساتها التعليمية والكنسية.


غبطة المطران مار ميليس يعمل معنا بكل جهده ويخصص الكثير من وقته لنا لتذليل المعضلات والعقبات التي تقف امام تحقيق اهدافنا، فاجتماعاته دورية معنا سواءاً مع الإدارة  او مع الكوادر التعليمية للأقسام، أو التخطيط لمستقبل فاعل لمؤسساتنا التعليمية، ولا أضيف شيئا ان قلت  انه وراء نجاح وازدهار هذه المدارس ومن لحظة إقرارها، فهذا شيء معروف للجميع، ويتم الاشراف الان والاعداد لمناهج متجددة مختصة للتعليم المسيحي او للغة الام وباسالبيب حديثة، حيث يتم وضع مناهج كاملة في هذه التخصصات تبتدئ من مراحل رياض الأطفال وانتهاءاً بالمرحلة الثانية عشر. الكتب مشتقة من ايماننا المسيحي كابناء كنيسة المشرق ومن حضارتنا الآشورية العظيمة.


واحب ان اضيف فاقول اننا استحصلنا الموافقة من وزارة التربية على تدريس تاريخنا الحضاري الاشوري  في مدرستنا وادخاله كمنهج رسمي عوضاً عن الكتب التاريخية المقررة في المدارس الاسترالية، ونحن الآن في طور الإعداد لهذا المنهج لغرض تدريسه، وهذا مفخرة لامتنا.


وكيف تضعون خبراتكم المتراكمة خلال 39 سنة تعليمية مضت في خدمة المدارس الآشورية التي تتولون إدارتها؟


يشكل تخرج الطلاب من كلياتهم التربوية  اللبنة الاولى والاساسية في مسار التعليم، ولكنها خطوة غير كافية لحاجتها الى الخبرة في هذا الجانب، دورنا يبدأ في هذه اللحظة التي قبلنا فيها المتخرجين الجدد في التعليم في مدارسنا، حيث نقوم بتذليل العقبات التي تواجههم في معترك حياتهم التعليمية، فنقوم باختزال المسارات المتنافرة لجعلها تصب في مسار واحد، لتوفير الجهد والوقت، ووضعهم امام الخبرة الملائمة والاساليب التعليمية التي تتكفل بتحقيق الاهداف المرجوة العامة والتي تتطابق مع سياسة الدولة، والخاصة التي تتلائم مع تميزنا كآشوريين. ثم نقوم بمتابعتهم واشراكهم في دورات تطويرية خاصة لغرض الاستفادة القصوى منهم في مدارسنا.


وهذا يعني انه المعلم الناجح يعطي طالباً ناجحاً.

بالضبط، المعلم الناجح هو الذي يكون على اطلاع دائم على كل المستجدات في الوسائل التعليمية والطرق التدريسية الحديثة، في كل اسبوع اطلع على الخلاصة التعليمية على مدى تقدم المسيرة التعليمية من خلال اجتماعاتي مع المعلمين والمدرسين وانا مسرور بالنتائج.
حصلنا على العديد من الجوائز الرياضية في بطولات وكرنفالات فردية وجماعية ولكن انتصارنا الاكبر والاهم لا يكمن بقيمة الجوائز وعددها،  بقدر ما يكمن في التعريف للمجتمع الاسترالي بمجتمعنا الآشوري عبر مؤسساتنا التعليمية.


وكيف تتعاملون مع ذوي الاحتياجات الخاصة او تعالجون الفروق الفردية بين الطلاب؟

لدينا متخصصين لمتابعة ذوي الاحتياجات الخاصة ومساعدتهم، فدورنا لا يقتصر على المدرسة فقط بل يتجاوز الى البيئة التعليمية الاولى للطالب الا وهي البيت، فالطلاب الذين يعانون من بطئاً او مشاكل في التعلم يتم دراسة مشاكلهم من كل الجوانب والاتصال بعوائلهم لمعرفة اكثر وضوحاً عنهم لغرض وضع برامج ارشادية وتعليمية خاصة لهؤلاء  لكي يلحقوا في مسيرة اقرانهم التعليمية ويكونون فعاليين مثلهم.


كيف ترى التعليم في استراليا وما هي مكانة المدرسة فيها؟

بالطبع هناك اختلاف بين المدارس الخاصة والاخرى، فمدرستنا تتميز بحرية تبني الانظمة التعليمية الخاصة والفاعلة  من اجل جودة تعليمية شاملة وعالية المستوى لطلابنا ترافقهم الى الجامعة ما بعد التخرج..  فنحن ملتزمون امام اولياء امور الطلاب والمجتمع الاشوري في استراليا، على تقديم افضل تعليم معزز بتميزنا الديني والقومي للانتقال بطلابنا الى مصاف ممتاز.

للمدرسة مكانة متقدمة في الولاية من خلال النتائج التي تحققها، لاننا لا نتوقف عند حدود تميزنا الديني او القومي والحضاري، بل نتعداها إلى فضاءات تربوية أوسع.


هل لك ان تصف لنا البيئة التعليمية في المدرسة ورؤيتكم لتطوير العملية التربوية ومؤسساتكم التعليمية؟


لدينا الان في المدرسة الابتدائية المراحل التالية:

رياض الاطفال ، المرحلة الاولى ،  المرحلة الثانية، المرحلة الثالثة ، المرحلة الرابعة ، المرحلة الخامسة ،
المرحلة السادسة -  2
المرحلة السابعة 3
المرحلة الثامنة  2
المرحلة التاسعة 2
المرحلة العاشرة  2

ولدينا الموافقة لفتح الصفوف الاخرى المتقدمة في الثانوية، الحادية عشر والثانية عشر، ولدينا الخطط والسبل التي تكفل تخرجهم ودخولهم الى الجامعات الاسترالية.

نحن نعد الخطط اللازمة والكفيلة لقبول ( 1000 ) طالبة وطالبة فقط في  كلية مار نرساي الثانوية، بعد اكتمال بنائها  في موقعها الجديد، فهناك اقبال متزايد من أبناء جاليتنا في سيدني للالتحاق بمؤسساتنا التعليمية.

وان شاء الله وخلال الأسابيع القليلة القادمة، ولكي نرسخ روح الانتماء الديني والقومي لاطفالنا منذ نعومة اظفارهم، سنقوم بافتتاح حضانة ورياض للاطفال preschool   لتنضم هاتين التجربتين الى مؤسسات كنيسة المشرق الآشورية التعليمية الأخرى.

نأمل في المستقبل القريب، من فتح مدرسة ثالثة في منطقة  Fairfield بسبب معاناة تنقل طلاب تلك المنطقة الى موقعنا الحالي، اضافة الى ان الزيارة الاخيرة لغبطة المطران مار ميليس الى ملبورن في الشهر الماضي قد اثمرت عن جهود لبناء مدرسة رابعة هناك تابعة لكنيستنا اسوة بمدرسة القديس ربان هرمزد في سيدني، وهكذا مع كل تمركز لابناء جاليتنا فاننا سنتواجد هناك بقوة بمؤسساتنا التعليمية لخدمتم بكل صدق وإخلاص.


كيف ترى المعلم والمدرس الآشوري في الماضي والحاضر والمستقبل؟

انا سعيد جدا في التعامل مع كادر آشوري فهو غيور في مدرستنا، ويتحمل مسؤوليته التعليمية في خدمة المجتمع ككل من خلال حث الطلاب على ان يكونوا ذات قدرات علمية عالية وأصحاب شخصيات موزونة، دون ان ينسى هؤلاء واجبهم وغيرتهم تجاه كنيستهم وامتهم.

معلمو الحاضر يستنيرون بمعلمي الماضي ليسيروا بتطلعات هادفة مستقبلاً فهم أكثر وعياً وحبا لمهنتهم لأنهم ورثة حضارة عريقة وهم يقفون في مدارس تحمل عبقهم التاريخي فيسهمون في إعداد عصب المستقبل.


وماذا تعدون لطلابكم لغرض  تخرجهم بعد سنتين من المرحلة 12 ؟

تتفاوت ميول طلابنا من جهة مستقبلهم وتتعدد، فهناك من يهتم ان يكون طبيباً او محامياً او مهندساً، آخرون يفضلون الجانب المهني .فإضافة الى دورنا التعليمي، فإننا نقوم بتزويد طلابنا بمهارات  التخطيط لاهداف المستقبل وكيفية الاستعداد لها، لان مدرستنا لا تعتمد على ضخ المعلومات الى طلابها بقدر ما تهتم وتحرص على تعليمهم مهارات التفكير والتحليل والإبداع. هناك دورات إضافية مجانية لطلابنا بعد ساعات الدوام الرسمي من اجل إعدادهم لمواجهة الامتحانات الرسمية.

ولمواكبة طلابنا أكثر وأكثر، فهناك طلاب لا يسعون الى الدخول الى الحياة الجامعية ولهم الرغبة في الانخراط في دورات مركزة من اجل ايجاد فرص عمل مباشرة، لذلك فان إحدى طموحات المطران مار ميليس المستقبلية هي افتتاح TAFE = Technical and Further Education وهي معاهد مهنية توفر كورسات خاصة للطلاب في مختلف الجوانب من اجل المساعدة في التوظيف.

 
استقبلت استراليا مؤخرا ولازالت، أعداد كبيرة من المهاجرين واللاجئين بسبب الأوضاع الأمنية في العراق، أود أن اسأل عن خططكم لاستقبال الطلاب الجدد من اللاجئين؟


لهؤلاء أولوية خاصة في القبول ووضعت المدرسة لهم برامج خاصة لتعليم اللغة لغرض الاسراع بدمجهم مع اقرانهم الطلاب لان القبول في استراليا يتم حسب شرط العمر، إضافة إلى ذلك فانهم معفيين من رسوم التسجيلية السنوية لمدة سنة دراسية كاملة، اضافة إلى احتياجاتهم الاخرى داخل المدرسة. والمدرسة تعاد النظر بأحوالهم المعيشية لمساعدتهم لاحقاً ان تطلب الامر.


هل المدارس مغلقة على أتباع كنيسة المشرق الآشورية فقط؟

كلا، فاننا نخدم الجميع بغض النظر على الكنائس التي ينتمون إليها، فلدينا طلاب من مختلف الكنائس، كالكلدانية، و الشرقية القديمة إضافة الى السريان.


وضعت اكثر من ( 700 ) عائلة في استراليا ثقتها بكم ما هو دوركم في نمو الجانب الروحي لابنائهم الطلاب؟

نحن نعمل على اعداد تربة صالحة وخصبة للمسيح بين طلابنا، من خلال مناهجنا التي تصبوا غايتها في هذا الاتجاه. اضافة الى ذلك يحضر طلابنا وبصورة منتظمة الى القداس الذي يقام في كاتدرائية القديس ربان هرمزد ليتعلموا اشياء ايمانية تطبيقية اكثر.

نحن نتشرف دائما بزيارة اصحاب القداسة والغبطة والنيافة الذين يزورون استراليا للوقوف على هذا الانجاز التعليمي المشرف، وقد حضينا مؤخراً بزيارة قداسة البطريرك مار دنخا الرابع مع الاساقفة والمطارنة، وهذا دافع اخر مشجع للمضي قدماً في تحقيق اهدافنا، من خلال شعورنا بالاهتمام من كل جانب.


ودوركم في الجانب القومي؟

نحن نعزز لدى طلابنا هويتنا الحضارية والشعور بالانتماء القومي، باعتبارها مصدر تفاعل وأبداع وبذلك نضمن ان يكونوا منتجين للحضارة والفكر لا مستهلكين، اننا نحيي مناسباتنا القومية بفخر واعتزاء ولكم ان تنظروا الى طلابنا وكيف يتحولون الى الوان زاهية لاعلامنا القومية والكنسية في الاول من نيسان من كل عام، لتمتزج بالعشرات من الفعاليات والنشاطات المختلفة في هذا الجانب. لدينا أيضا طلاب متميزون في لغة الام، ونتوقع منهم نتاجات ثقافية وادبية متميزة مستقبلاً.



وهذه دعوة أوجهها الى جميع إخوتنا في المهجر، ادعوهم فيها الى تحمل مسؤولياتهم تجاه ابنائنا المغتربين من خلال افتتاح مثل هذه المدارس الخاصة خدمةً للأبعاد الروحية والقومية والحضارية ونحن مستعدين للمساعدة في خبراتنا من اجل تحقيق هذا الهدف.


انتهى اللقاء وانا اودع المدير شاكراً ضيافته وسعة صدره، وانا عيني على التميز والانفراد والتفوق، في وجوه منعمة لأشبال وزهرات، شباب وشابات، وهم يتعمقون بافتخار بالتاريخ المحفور في زوايا ما بين النهرين، ليطلوا بتاريخ كنيستنا المشرقية وحضارتنا الآشورية ويقاوموا رياح قلع الجذور في صدور تغربت، ليعزفوا سيمفونيتنا المنسية على لحن مدارس الرها ونصيبين، فهذه كنيسة المشرق الآشورية وهؤلاء هم رعاتها وأبنائها، لا يتقوقعون ما بين جدران كنيستهم.

لا شيء يعالج تاريخنا المجروح بعمق سبعة آلاف سنة، وبعرض دجلة والفرات، الا العمل المثمر، لا شيء يحيي ثقافتنا وعظمتنا الحضارية، المدفونة على رفوف الكتب والمكتبات، سوى العمل، العمل وليس مجرد كلام هوى، يباع هنا أو هناك.

مرَّ الاحتفال بتذكار القديس ربان هرمزد ( الشيرا ) قبل اسبوع من الان، وهؤلاء المجهولين وطلابهم، اختاروا ومنذ سبع سنوات الاحتفال به على ايقاع

الايمان، التراث والتعليم.

دمتم برعايته والرب يبارك الجميع


الشماس سامي القس شمعون
رئيس سابق لقسم الرياضيات في الكلية التربوية المفتوحة – مركز دراسة الانبار
معهد اعداد المعلمين - الرمادي

sami.shamuel@y7mail.com














ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.