٢٠.٨.١٠

الذكرى الثالثة والثلاثين لتسنم قداسة البطريرك مار دنخا الرابع السدة البطريركية والثانية والخمسين لرسامته الكهنوتية


"فم الصدّيق يلهج بالحكمة ولسانه ينطق بالحق" ( مز 37 : 30 )

تحي كنيسة المشرق الاشورية في جميع انحاء العالم، الذكرى الثالثة والثلاثين لتسنم قداسة البطريرك مار دنخا الرابع السدة البطريركية والثانية والخمسين لرسامته الكهنوتية.


سيرة قداسته



ولد قداسته في قرية دربيدونكه – في منطقة حرير قرب اربيل شمال العراق في الخامس عشر من شهر ايلول عام 1935، وتعمذ بتاريخ 25/10/1935 في كنيسة مار قرياقوس في قريته واطلق عليه اسم "خننيا".

ينحدر والده اندريوس القس بنيامين القس سورو من عائلة الشهيد الاسقف دنخا، اسقف كنيسة المشرق في اورمية الذي استشهد قربها في شهر شباط عام 1915.

تميزت عائلة قداسته  بعطائها المستمر لكنيسة المشرق الاشورية حيث رسم منها  17 اسقفاً مباركاً لخدمة كنيسة المسيح في مابين نهرين.

تزهدت والدته "بنه" عن اكل اللحم وهي مازالت حاملاً، ومنذ لحظة ولادة قداسته، كرسته على التربيه الروحية لتنير ايمانه وترسخ نموه المسيحي على اعمال الاحسان والتقوى.

حصل على تعليمه الديني الاساسي تحت اشراف جده القس بنيامين القس سورو الذي علمه اسس التنشئة الكهنوتية ومبادئ الحكمة.

في عام 1947، عند عمره الثاني عشر، اصبح تحت رعاية القديس مار يوسف خنانيشو الوكيل البطريركي للعراق، انذاك.



بعد سنتين من الدراسة الصارمة والمتنوعة، وبالتحديد في 12/9/ 1949 رسم شماساً في كنيسة مار يوخنا في حرير بحلول اليمين المباركة لقداسة مار يوسف خنانيشو، ليزداد حبه وولعه بالعلوم الدينية المقدسة واضطلاعه بلاهوت كنيسة المشرق.

بعد الاضطرابات السياسية التي عصفت بايران بعد الحرب العالمية الاولى وما تبعها من احداث، وبسبب استشهاد العديد من كهنة كنيسة المشرق هناك، مرت الكنيسة بحالة من التشتت بسبب الظروف الصعبة، فكانت هذه الاسباب المؤسفة حاضرة بقوة في اذهان قداسة مار يوسف خنانيشو، ليختار من خلال العناية الالهية الشاب " خننيا" لهذه المهمة بتعينه كاهنا لطهران.

رسم كاهناً لابرشية ايران في عيد القديسة مريم العذراء في 15/8/1957، لينتقل الى خدمة كنيسة عبادان – ايران في 15/9/ 1957 ، وهناك اقام قداس عيد الميلاد المجيد في 7/1/1958 لينتقل بعدها الى خدمة الكنيسة والابرشية في طهران.

في طهران عمل بجهد وغيرة منقطعة النظير، على ترتيب البيت الاشوري ونمو ايمانه،  فبنى كنيسة مار كيوركيس الشهيد، ثم افتتح مدرسة دينية خاصة وعمل على تثقيف الرعية التي التفت بالالاف من حوله، لتدب الحياة الدينية من جديد في هذه الابرشية.

لمثابرته، ذاعت صيت قداسته الحدود الايرانية، ليعرج قداسة البطريرك مار ايشا شمعون واثناء عودته من ابرشية الهند الى ايران ليلتقي "القس خننيا"  الشاب ذو 23 عاماً الذي استلم رعية ايران وبرهن على نضجه وقدرته على تحمل المسؤولية بامانة واخلاص وبغيرة متقدة للرب.

تم اختياره لمنصب اسقف على ايران لاحقاً التي كانت خالية من الدرجة الاسقفية بعد الحرب العالمية الاولى،  وكان جده القس بنيامين فرحاً لاقتبال حفيده لهذه الدرجة الكهنوتية العليا وهو يشهد ثمرة الروح القدس المباركة في عائلته، الا انه توفي عن عمر يناهز 105 اعوام في العراق، قبل اشهر قليلة من الرسامة الاسقفية لقداسته.
استغرق الامر طويلا ليعرف قداسته بخبر وفاة مرشده ومعلمه منذ نعومة اظفاره لعدم وجود وسائل اتصال مباشرة بين العراق وايران انذاك.

في 17/10/1968 رسم اسقفاً في كنيسة مار كيوركيس الشهيد في طهران على يد قداسة البطريرك مار ايشا شمعون الثالث والعشرين وسط فرحة ابرشية ايران التي ازدانت روحياً لرؤيتها لاسقف غيور على كنيسته وامته، لانقطاع هذه الدرجة عن ابرشيتهم  لفترة تصل الى 43 عاماً.

في 17/10/1976 رسم بطريركاً لكنيسة المشرق الاشورية في غرب لندن في كنيسة القديس برنابا  ليصبح قداسته الخليفة 120 للكرسي الرسولي المقدس لساليق قطيسفون.

في عام 2007 وفي الاحتفال الخاص باليوبيل الذهبي ( الذكرى الخمسين) لكهنوته، تم اطلاق اسم قداسته على احد شوارع شيكاغو.

منح درجة دكتوراه فخرية من جامعة شيكاغو عام 2008 لدوره المميز خلال فترة رئاسته على السدة البطريركية لكنيسة المشرق الاشورية.

في فترة رئاسته، جعل الوحدة اول مهامه وباشرت كنيسة المشرق الاشورية على توثيق العلاقات مع مختلف الكنائس.


هيكل كنيسة المشرق الاشورية في العالم

قداسة البطريرك مار دنخا الرابع بطريرك كنيسة المشرق الاشورية في العالم


ابرشية لبنان وسوريا واوربا – غبطة المطران مار نرساي دي باز


نيافة الاسقف مار اوديشو اوراهم -اوربا


نيافة الاسقف مار ابرم نثنيال – سوريا


ابرشية العراق وروسيا – غبطة المطران مار كيوركيس صليوا


نيافة الاسقف مار سركيس يوسف - بغداد


نيافة مار اسحق يوسف - دهوك وروسيا


ابرشية استراليا ونيوزيلاند – غبطة المطران مار ميليس زيا.


ابرشية الهند – غبطة المطران مار ابرم موكن.


ابرشية  كندا- نيافة الاسقف مار عمانوئيل يوسف


ابرشية شرق اميركا – قداسة البطريرك مار دنخا الرابع
ابرشية ايران – قداسة البطريرك مار دنخا الرابع



ابرشية غرب اميركا – نيافة الاسقف مار ابرم خامس


ابرشية كاليفورنيا – نيافة الاسقف مار اوا رويل


تهنئة قلبية ملؤها المحبة والتقدير  إلى أبينا وراعينا غبطة البطريرك مار دنخا الرابع بمناسبة الذكرى الثانية   والخمسين لرسامته الكهنوتية والثالثة والثلاثين لتسنمه السدة البطريركية لكنيسة المشرق الآشورية.

تهنئة لكم وانتم تثبتون الكنيسة على خطى رسلها ومبشروها الأوائل، الأقرب قرباً الى المعلم الإلهي، و الحاضرين في كنيسته الأولى يوم الخمسين ( أع 2:1 ) ،  فحفل تاريخها بقصة بديعة وجريئة لإطاعتها وثباتها لما تعلمتها من رسالة السماء، ليزحف تاريخها حياً عبر العصور يروي للعالم إن أبواب الجحيم لم ولن تقوى عليها ( مت 16:18 )، لان مسيحها حيّ واقف على شاطئ الأبدية يدعوها إلى وليمة روحية أعددتها يديه المثقوبتين بالمسامير.

 تهنئة لكم قداسة البطريرك، وانتم حريصون على كنيسة المسيح " جسده ملء الذي يملا الكل في الكل" ( افسس 1 : 23 )، والتي اشتركت مع مخلصها في بلاد ما بين النهرين عبر العصور، في آلامه المره، مراراً وتكراراً، فيوم جمعة الصلب بكل ثوانيه الرهيبة لابد ان يعقبه احد القيامة البهيج، فتنعم الكنيسة آنذاك بشركة  أمجاده في غمام نور عظمته السرمدية، فتدخل الكنيسة كلها الى مجده الأبدي، فأمام أمواج العالم  العنيفة نزداد ثقة بمن سيتجلى ماشياً على البحر ( مت 14: 26 ) ليهدئ وينتزع  أمواجنا  المتلاطمة لتحيا أعماقنا ملكوتاً أبدية له ( لو 17 : 21 )

تهنئة لكم قداسة البطريرك وانتم تقودون دفة كنيستنا المباركة في بحر هذا العالم، بهمتكم وهمة كل الغيورين عليهـا من مطارنة ، أساقفة أجلاء، كهنة، شمامسة وعلمـانيين، لتصل وتدخل من خلال باب الحظيرة الروحية ( يو 10:1 ) الى العرس الأبدي، حيث المسيح واقف هناك فاتحاً ذراعية بلهفة لمعانقة من ثبت على "الطريق والحق والحياة" ( يو 14 : 6 ) .

 تهنئة لكم من أحفاد آشور " عمل يد الله" ( اش 19 : 25 ) من اجل سمو اسم المسيح في ارض مابين النهرين والعالم اجمع، ليثبتوا تحت شجرة وافرة الظلال، كانت قبل ألفي سنة حبة خردل ( لو 13:19 )، في كنيسة أبت أن تزول لأنها جاهدت لتكون أيام السماء، أيامها على الأرض.

تهنئة لكم من أحفاد  توما الرسول واداي وماري وافرام ونرساي ومار شمعون برصباعي، الذين تركوا بصمات المسيح ممزوجة ببصماتهم في وادينا الخير، تهنئة لقداستكم وانتم ترسخون "الكلمة" ( يو 1:1 )  في كلماتكم لتحوي كل الكمالات لمغفرة الخطايا بالعلامة المحيية للصليب.

تهنئة مزينة بحكمة النبي سليمان، وبحرارة مزامير قلب الله داود، وبساطة وفرحة أطفال الشعانين وإيمان يوسف النجار ودفء قلب العذراء.



الذي حفظ ورعى كنيسة المشرق الآشورية ألفي سنة، واكرمها بلغة المسيح، سيرعاها ويحفظها ابد الدهر



غبطة البطريرك وأنت تسير على خطى القداسة، هذه انحناءة لرؤوسنا في حضرة قداستكم ودمتم بسلام المسيح

بركاتكم الروحية تحل علينا جميعاً، امين.




الشماس سامي القس شمعون
        سيدني – استراليا


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.